دور السُحب في التغير المناخي.. معلومات مبسطة لا يفوتك معرفتها

كل شيء من حولنا له دورًا في إحداث بعض التغيرات في المناخ بشكل أو بأخر، سواء ظواهر طبيعية أو حتى بعض السلوكيات التي نقوم بها، ونركز في هذا الموضوع بشكل أساسي على دور السُحب في التغير المناخي عن طريق توضيح معلومات مُبسطة يتمكن الكبار وحتى الأطفال من استيعابها بسهولة.

كيف تؤثر السُحب على المناخ؟

ربما لا يُدرك البعض دور السُحب في التغير المناخي، على الرغم من أنها تلعب دورًا هامًا سواء في رفع درجة حرارة كوكب الأرض أو خفضها، حيث تؤثر على المناخ بطريقتين رئيسيتين هما:

  • السُحب جزء أساسي من دورة الماء في الطبيعة، حيث تتساقط السحب في النهاية في شكل أمطار والتي تؤدي بالطبع إلى تبريد المناخ.
  • يمكن للسُحب أيضًا أن تحجب ضوء وحرارة الشمس، وبالتالي يكون المناخ أكثر برودة، لكن في الوقت نفسه يمكن أن تصل بعض حرارة الشمس إلى الأرض ويمكن أن تحبس السُحب هذه الحرارة، ومع غياب الشمس ليلًا تكون السُحب محتفظة ببعض الحرارة أيضًا، ما يؤثر بدوره على المناخ.

دور السُحب في تدفئة الجو

يعتقد كثيرون أن وجود السُحب يؤدي بالضرورة إلى البرودة، إلا أن الأمر ليس كذلك في المُطلق، حيث يتحدد دورها في تبريد أو تدفئة المناخ حسب مكانها في الغلاف الجوي للأرض، فمثلًا تؤدي السُحب الواقعة على بُعد ميل أو نحو ذلك من سطح الأرض إلى البرودة أكثر من الدفء، حيث تحجب هذه السحب المنخفضة السميكة حرارة الشمس، في الغالب، ما يؤدي إلى خفض درجة حرارة سطح الأرض.

من ناحية أخرى، يكون للسُحب المرتفعة في الغلاف الجوي تأثير معاكس، حيث تساعد في تدفئة الأرض أكثر من تبريدها، لأن السُحب الرفيعة والمرتفعة تحبس بعض حرارة الشمس ما يؤدي بدوره إلى تدفئة سطح الأرض.

رغم اختلاف تأثير السُحب على درجة حرارة الأرض حسب موقعها، كما أوضحنا، إلا أنه عند النظر إلى تأثيرها بشكل عام نجد أنها تؤدي إلى التبريد أكثر من التدفئة، حيث يكون سطح الأرض أكثر برودة مع وجود السُحب مما سيكون عليه بدونها، والحالات التي تؤدي فيها إلى التدفئة تعتبر استثنائية أو غير أساسية.

السُحب والتغيرات المناخية.. علاقة تبادلية

تؤثر السُحب على المناخ وكذلك تؤثر التغيرات المناخية على السُحب أيضًا، فهى علاقة متبادلة تسير في اتجاهين وليس اتجاه واحد فقط، وتُعرف هذه العلاقة باسم التغذية المرتدة بين السحب والمناخ، حيث يتوقع علماء المناخ أنه مع ارتفاع درجة حرارة المناخ سيكون هناك عددًا أقل من السُحب لتبريده، ولكن لا تزال هناك الكثير من الأبحاث التي تُجرى من أجل فهم هذه العلاقة بشكل أفضل ومعرفة الدور المعقد للسُحب في الغلاف الجوي.

جدير بالذكر أن وكالة ناسا لديها مجموعة من الأقمار الصناعية لجمع معلومات حول السُحب، من بينها CloudSat، الذي تحاول من خلاله معرفة مقدار مساهمة السُحب في إحداث التغيرات المناخية على كوكب الأرض، لذلك من المتوقع كشف مزيد من الأسرار حول دور السُحب في التغير المناخي مستقبلًا.