كل ما تريد معرفته عن مؤتمر المناخ المقبل “COP27”

تستعد مصر لاستضافة الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، والذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ في الفترة ما بين 6 و18 نوفمبر المقبل، ويُرمز له إعلامياً بـCop 27.

فما هو الكوب؟ وما الذي يحدث فيه ؟ ومتى نشأ هذا المصطلح لأوّل مرة ؟

متى ظهر مصطلح الكوب “COP”؟

في عام 1992، اتفق المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية المنعقد في العاصمة البرازيلية ريودي جانيرو، والمعروف باسم “قمة الأرض”، على إنشاء اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ للعمل على تقليل غازات الاحتباس الحراري، ومنع المخاطر الجسيمة التي يتسبب فيها تغير المناخ.

وبعد إنشاء الاتفاقية، قررت الدول الأطراف فيها عقد مؤتمر سنوي لمناقشة المستجدات في قضية تغير المناخ على المستوى العالمي، وانعقد المؤتمر الأول في برلين في ألمانيا عام 1995، ويُرمز إلى هذا المؤتمر باسم “Cop” اختصاراً لمصطلح “مؤتمر الأطراف”، ومنذ ذلك الحين أصبح المؤتمر ينعقد في دولة مختلفة من الدول التي صادقت على الاتفاقية لكن تم تأجيل المؤتمر السادس والعشرين لمدة عام بسبب جائحة كورونا، قبل أن ينعقد مجددا العام الماضي في مدينة جلاسكو، ومن المقرر أن ينعقد هذا العام في مصر، والعام المقبل في الإمارات العربية المتحدة .

ويناقش الكوب ما حققته الدول المشاركة في مجال تغير المناخ، ويراجع ما تم تحقيق للوصول إلى هدف 1.5 درجة مئوية”، ففي عام 2018، وجد تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أنه يجب ألا يزيد ارتفاع درجة الحرارة العالمية عن 1.5 درجة مئوية لتجنب الكوارث التي ستنتج عن تغير المناخ، بينما ارتفعت درجة حرارة الأرض بالفعل بين 1.06 إلى 1.26 حتى الآن، وفقا للأمم المتحدة.

ممّا يتكوّن مؤتمر الكوب؟

يتكوّن الكوب من قسمين، المنطقة الزرقاء وهي مخصصة للمفاوضات بين الوفود الرسمية التي يصدر عنها في النهاية قرارات ملزمة للدول، والمنطقة الخضراء  وهي مخصصة للجلسات العامة، والفعاليات المتعلقة بتغير المناخ والتي ينظمها الشباب والمجتمع المدني.

هل يمكن متابعة الكوب عن بًعد؟

سيعقد مؤتمر المناخ “كوب 27” في مدينة شرم الشيخ في الفترة ما بين 6 و18 نوفمبر المقبل

نعم يمكنك مشاهدة الجلسات التي ستعقد في المنطقة الخضراء عبر قناة المؤتمر على يوتيوب، أو عبر قناة  UN Climate Change Events  ، كما يمكنك الاطلاع على كل التقارير والقرارات التي ستصدر عن المؤتمر عبر موقعه الرسمي.

ما القضايا الأساسية التي يستهدفها مؤتمر هذا العام؟

يناقش مؤتمر هذا العام أربع قضايا أساسية، وهي “التكيف” أي إجراءات التأقلم مع المناخ الفعلي أو المتوقع، وتقليل أضرار التغيرات المناخية، والهدف الثاني “التخفيف”، أي تقليل الانبعاثات الكربونية، والثالث هو”التمويل المناخي”، أي الأموال التي يجب إنفاقها على مجموعة كاملة من الأنشطة للحد من الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ، ولمساعدة الناس على التكيف وبناء المرونة أمام تأثيرات تغير المناخ، والهدف الرابع هو “الشراكات”.

ماذا يعني تقرير المساهمات المحددة وطنيا؟

 تقرير المساهمة المحددة وطنيا هو الخطة التفصيلية التي يتعين على كل دولة أن تضعها لإظهار الطريقة التي ستتبعها في تخفيض غازات الاحتباس الحراري، وهذا العام، قامت مصر بتقديم التقرير المحدث للمساهمات المحددة وطنياً إلى سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية، والذي يأتي كأحد الالتزامات في إطار اتفاق باريس، ضمن 15 دولة أخرى التزمت بتقديم تقاريرها هذا العام حتى الآن.

 ويتضمن التقرير الإجراءات التي تعتزم مصر تنفيذها حتى عام 2030 في مجالي التكيف والتخفيف، والإجراءات التي اتخذتها في مجال تغير المناخ منذ عام 2015 مثل التحول إلى الطاقة المتجددة والنقل المستدام، وإدارة المخلفات الصلبة، والتمويل الأخضر، كما يتضمن أهداف الدولة في مجال التخفيف من الانبعاثات حتى عام 2030 في ثلاثة قطاعات هي الطاقة، والبترول، والنقل.

ما الذي توصّل إليه مؤتمر COP 26 في جلاسكو؟

كان من أهم نتائج مؤتمر العام الماضي اتفاق الدول على متابعة الجهود حتى لا يتخطى ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، والعمل على التخلص التدريجي من استخدام الفحم والحد من دعم الوقود الأحفوري، وإلزام الدول المصدرة للانبعاثات بتقديم تمويل مناخي قيمته 100 مليار دولار.

 ما الذي تهتم مصر بمناقشته هذا العام؟

حددت مصر في مؤتمر هذا العام أيام غير رسمية للمناقشات، وهي يوم لـ”التكيف والزراعة” لمناقشة الحلول التي تساعد الزراعة على الصمود أمام التغيرات المناخية، و”التمويل”، و”الطاقة” لبحث التحول إلى الطاقة المتجددة، و”التنوع البيولوجي” لمناقشة تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي، والمحيطات، والأنواع المهددة بالانقراض، و”يوم العلم” لمناقشة الدراسات العلمية والأبحاث المتعلقة بتغير المناخ، ويوم “الحلول” لعرض مقترحات المبتكرين، ويوم “خفض الانبعاثات” لمناقشة التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، و”يوم المياه” لبحث الإدارة المستدامة للمياه، ومناقشة تحديات الجفاف وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، ويوم المرأة، ويوم الشباب.

ما الإجراءات التي اتخذتها مصر بالتزامن مع استضافتها لكوب 27؟

 أطلقت مصر منذ عدة أشهر الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، وتستهدف تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتقليل الانبعاثات، وتحسين تمويل المناخ، ووضع حوافز اقتصادية خضراء للمشروعات في مجال  الطاقة والنقل والهيدروجين  والمخلفات وبدائل البلاستيك، كما تضمنت الاستراتيجية تخصيص نحو 211 مليار دولار لمشروعات التخفيف، و113 مليار دولار لبرامج التكيف حتى عام 2050، في الوقت نفسه تهدف مصر ضمن خطة المساهمات الوطنية المحدثة 2030  إلى خفض الانبعاثات خلال هذه الفترة بمقدار ٣٣% من الكهرباء ، و65 %من قطاع البترول ، و 7%من قطاع النقل.

على مستوى التمويل، أطلقت برنامج نوفي لإيجاد التمويل لقائمة المشروعات الوطنية الخضراء في مجالات الطاقة والغذاء والمياه، وعلى مستوى التنمية المستدامة، وضعت خطة لتحويل منشآت سياحية ومباني حكومية للعمل بشكل صديق للبيئة، ووقعت منحة بـ 4 مليون يورو مع الاتحاد الأوروبي لتمكين المنشآت الصناعية من التحول إلى الطرق الخضراء في الإنتاج .