ما هو تغير المناخ؟

لطالما كان مناخ الأرض متقلبًا، ولكن منذ العصر الصناعي (منتصف القرن التاسع عشر) ونتيجة للأنشطة البشرية (بشكل أساسي حرق الوقود الأحفوري) تغير تكوين الغلاف الجوي على نحو متسارع بسبب انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري (غازات الدفيئة)، ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب. ويؤدي هذا الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية إلى تغييرات كبيرة في المناخ تعرف بـ”تغير المناخ” أو الاحترار العالمي.

وتعرّف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) تغير المناخ بأنه “التغيرات المناخية التي تُعزى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى النشاط البشري الذي يغير تكوين الغلاف الجوي العالمي، بالإضافة إلى تقلب المناخ الطبيعي الملحوظ خلال فترات مماثلة”.

يؤخذ تأثير النشاط البشري في الاعتبار بشكل عام من العصر الصناعي في منتصف القرن التاسع عشر، مع تسارع التأثيرات منذ منتصف القرن العشرين.

منذ عام 1990، على سبيل المثال، زادت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمية بنسبة 40٪ تقريبًا. وذكرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) في تقريرها الخامس الذي نُشر في العام 2013 ، أن الاحترار الذي لوحظ منذ العام 1950 هو أمر “لا لبس فيه” وأنه “من المحتمل للغاية [بنسبة 90٪] أن يكون التأثير البشري على المناخ هو السبب في ذلك. السبب المهيمن للاحترار الملحوظ منذ منتصف القرن العشرين”.

وفقًا لتوقعات علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، من المرجح أن ترتفع درجة الحرارة العالمية لسطح الأرض بمقدار 1 إلى 5 درجات مئوية إضافية في نهاية القرن الحادي والعشرين.

ما أسباب تغير المناخ؟

الطبيعي أن المناخ في كوكب الأرض يتغير باستمرار مع اختلاف الأزمنة الجيولوجية، وتقلبات درجات الحرارة العالمية؛ ومع ذلك فإن هذه الفترة الحالية من الاحتباس الحراري تحدث بسرعة أكبر من أي أحداث سابقة.

وأصبح من الواضح أن البشرية هي المسئولة عن معظم الاحتباس الحراري، عن طريق حرق الوقود الأحفوري “النفط والغاز والفحم” وكذلك الزراعة، والتي تطلق الغازات الدفيئة “كالميثان وثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز” والتي تؤدي إلى رفع درجة حرارة الكوكب أو ما يعرف بالاحتباس الحراري، والذي يمثل مشكلة لأنه يحدث بمعدل أسرع من قدرة الكائنات – بما فيها الإنسان – على التكيف معه.

وهناك إجماع علمي ساحق على أن الاحتباس الحراري هو في الغالب من صنع الإنسان. وأحد أكبر الأسباب الرئيسية لهذا التغير المناخي هو حرق الوقود الأحفوري الذي تسبب في زيادة تركيزات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، هذا إلى جانب أنشطة أخرى كـ قطع/ إزالة الغابات، حيث تساعد الأشجار في تنظيم المناخ عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، في حين يؤدي تم قطعها إلى فقد هذا التأثير المفيد ويتم إطلاق الكربون المخزن في الأشجار في الغلاف الجوي، ما يزيد من تأثير الاحتباس الحراري.

في المقابل تشير التقديرات إلى أن الأسباب الطبيعية، مثل التغيرات في الإشعاع الشمسي أو النشاط البركاني، قد ساهمت بأقل من زائد أو ناقص 0.1 درجة مئوية في الاحترار الكلي بين عامي 1890 و 2010.

عوامل أخرى تساهم في التغيرات المناخية

إزالة الغابات: فالأشجار تساعد على تنظيم المناخ عن طريق امتصاصها لثاني أكسيد الكربون. وعندما تُقطع الأشجار، يُطلَق ثاني أكيد الكربون في الغلاف الجوي.

زيادة تربية الماشية: فالبقر والأغنام مثلًا تنتج كميات كبيرة من غاز الميثان عندما تهضم طعامها

الغازات المُفلورة: وهي الغازات المنبعثة من العديد من العمليات الصناعية، ورغم انبعاثها بكميات أقل، لكنها مؤثرة ويشار إليها على أنها غازات احتباس حراري ذات قدرة كامنة نظرا لأن لها تأثير احترار قوي للغاية، يصل إلى 23000 مرة أكبر من ثاني أكسيد الكربون.

وعمومًا فإن التغير المناخي لا يعني فقط ارتفاع درجة الحرارة، فبعض المناطق تصبح أبرد على المدى القصير.


آثار تغير المناخ

إن تأثيرات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان تحدث الآن، ولا رجعة فيها في الجدول الزمني للناس الذين على قيد الحياة اليوم، وستزداد سوءًا في العقود القادمة.

من بين عواقب تغير المناخ: ذوبان الجليد وبالتالي ارتفاع مستوى سطح البحر، واضطراب النظم البيئية وزيادة تواتر وشدة ظواهر الطقس المتطرفة (مثل الفيضانات، الأعاصير، والجفاف،…). الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى نشوب صراعات واختفاء الأراضي (غرق) وتشريد السكان (لاجئي المناخ).

للحد من عواقب هذه الظاهرة، تم توقيع اتفاقيات دولية بين الدول، ولا سيما بروتوكول كيوتو في عام 1997، واتفاقية باريس المعتمدة في ديسمبر 2015 خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP21) والتي تهدف إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

يذكر أن في تقرير أعدته الأمم المتحدة في العام 2018، أقر آلاف العلماء والجهات الحكومية المعنية بأن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية سيساعدنا على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش.

حقائق وأرقام

140 مليون شخص سيجبرون على الهجرة بحلول عام 2050

6 مدن عالمية معرضة للغرق قبل عام 2030 بينها مدينة البصرة في العراق

ستتراوح درجة الحرارة الطبيعية في الخليج ما بين 60 إلى 71 درجة مئوية بحلول العام 2050

55 مليون عدد الأشخاص النازحين داخلياً في جميع أنحاء العالم حتى مايو 2021

82 سم زيادة في متوسط ​​مستويات البحار والمحيطات بحلول عام 2100 إذا لم نقم بتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

مساحة الساحل في مدينة الإسكندرية المصرية مهدّد بالغرق في حال استمرت مستويات البحر في الارتفاع

1.5° نسبة الزيادة التي ستحدث في درجة الحرارة بحلول العام 2040

حال الوصول بصافي الانبعاثات العالمية إلى الصفر بحلول منتصف القرن الجاري فسيكون باستطاعتنا وقف بل ربما دفع ارتفاع درجات الحرارة نحو الاتجاه المعاكس