صيّادون أحبّوا البحر. أفنوا العمر فيه. ولكنّه صار شحيحا لا يبادلهم الحبّ بكرم. في الحقيقة، ليس الذّنب ذنب البحر وحده. كلّ يوم تلقى سموم التنمية والاستثمار وفضلات بشرية في البحر فتقتل الأسماك ويجوع الصيّادون.
في الشمال الشرقي من البلاد وتحديداً في منطقة شطا من محافظة دمياط، يدفع مربّو الأسماك ثمنا باهظا للتغيرات المناخية وإهمال الحكومة لمحطات الصرف الصحي في القرى المطلة على المزراع السمكية. في بورسعيد أيضا، المدينة الباسلة، صارت قرية الصيّادين الّذين شهدوا الحرب مهجورة. فقد احتلّتها نفايات المصانع الضخمة وهجرها رجالها بحثا عن لقمة الجوع خارجها.
يربط بين شطا والقابوطي بحيرة شهدت عقودا من التلوث والإهمال، إلى أن شرعت الحكومة الحالية بتنظيفها وتطويرها. ولكن مازالت منطقتا شطا والقابوطي محرومتين من التنظيف.
يتناول هذا التحقيق المكوّن من جزئين، آثار التلوث على مربي الأسماك في منطقة شطا بدمياط، أين ضاعف الصرف الصحي وارتفاع درجات الحرارة همومهم إذ قتل اسماكهم وضاعف ديونهم لدى هيئة الثروة السمكية. أما في القابوطي حيث الصيد الحرّ، فقد هاجر الصيّادون خوفا من ملاقاة مصير زملائهم الّذين امتلأت أسرّة المستشفيات بأجسادهم العليلة.
اضغط على المواقع على الخريطة لتبدأ الرحلة
تحقيق: إيمان منير
فوتوغرافيا: علي زرعي
فيديو: شروق غنيم
رسوم: أحمد بيكا
أنجز هذا التحقيق بدعم من مؤسسة كانديد