0
/ 38
سموم التنمية تحاصر القابوطي
لاحت تباشير الفجر في بورسعيد. هبّ عبّاس زكريا في الحين من فراشه كما اعتاد كلّ يوم منذ خمسة وثلاثين عاماً. هنا القابوطي، المعروفة بقرية الصيادين. منذ تعلّم عبّاس حرفة الصيد عن والده وهو لا يزال في سنّ العشرين، لم يتخلّف يوما عن التوجّه إلى الصيد فجرا والعودة ظهرا إلى البيت. كانت شباكه لأكثر من عقدين عامرة بكلّ خير. "البحر كريم، وعبّاس يستاهل". أو هكذا كان الحال قبل تبدّله.

ترتسم البسمة على شفتي العمّ عبّاس وهو يسترجع أيام الخير. لكن سرعان ما يعلو العبوس وجهه إذ يتذكّر ما حلّ بالمنطقة من مصائب. صارت مياه القابوطي بلون أزرق قاتم كئيب، وهجر معظم صيّاديها المنطقة.

التسرب النفطي المتكرر يتغلغل أيضا للشعاب المرجانية - حاضنة الأحياء البحرية- وسط ضعف هيئات حماية البيئة والبترول وعدم التزام شركات نفط بقوانين حماية البيئة والتنقيب البحري. يفاقم المشكلة تراشق بالاتهامات بين وزارة البيئة وهيئاتها الرقابية وبين الشركة العامة للبترول، المتهم الرئيس بتلويث البيئة هناك، بحسب ما يكشف هذا التحقيق.

الأسماك هي الأخرى هجرت القابوطي بسبب التلوث. تصرف مصانع وشركات كائنة بمنطقة "الاستثمار" مخلّفاتها في قناة القابوطي المتّصلة ببحيرة المنزلة. مصانع متخصّصة في إنتاج الكيماويات أو الزيوت أو الأقمشة. اختلفت الصناعات والموت واحد في القابوطي….

تقع منطقة القابوطي بين الضفة الشمالية لقناة الرسوة التي تصل بين بحيرة المنزلة وقناة السويس، والضفة الغربية للقناة الداخلية الواصلة إلى قلب بورسعيد، والضفة الشرقية للسان الملاحي المشقوق شقا فى بحيرة المنزلة.

يعمل معظم قاطني القابوطي في الصيد حتى أنها سُمّيت بقرية الصيّادين. حين تطأ أقدامك أرض القابوطي يعترضك قارب أمام كلّ بيت. ولكن تظهر صور الأقمار الصناعية قوارب الصيادين حاليا في منطقة القابوطي متراصة دون حركة على السواحل منذ سنوات.

"كان البحر يضحك لنا. كنت أصطاد في اليوم الواحد 100 كيلوغرام من السمك. أما الآن لم يعد هناك أسماك، أضطر للذهاب إلى العمل في منطقة أخرى بعيدة عن القابوطي هي أيضا ملوّثة ولكن بدرجة أقلّ.". يحكي لنا عباس، متسائلا عن السبب الذي يجعل شخصاً يتحمل مهنة الصيد بكل مشاكلها. غير أنه لا ينتظر ردّا، "ما باليد حيلة".

يرى عباس مياه الصرف تتدفّق كل يوم من المصانع. المهنة التي أحبها عباس وعشقها إخوته يتمنى ألاّ يرثها أولاده، "بحلم إن ربنا ميوريش شغل الصيادين لحبايبي وعيالي".

يرى عباس مياه الصرف تتدفّق كل يوم من المصانع. المهنة التي أحبها عباس وعشقها إخوته يتمنى ألاّ يرثها أولاده، "بحلم إن ربنا ميوريش شغل الصيادين لحبايبي وعيالي".

قام الباحثان نبيل عزاز ومختار بشيري بجمع عينات من المياه والرواسب من القناة الملاحية والمنطقة الصناعية جنوب بورسعيد (منطقة القابوطي) لتقييم التلوث بالمعادن الثقيلة. تبين لهما أن أعلى متوسط ​​تركيز للمعادن الثقيلة في عينات المياه لوحظ في الصيف و أن المصانع الموجودة في المنطقة الصناعية جنوب بورسعيد هي المسؤولة عن الأوضاع الحالية المتدهورة. وذلك وفقا لدراسة منشورة عام 2018 في المجلة الآسيوية للمصايد والبحوث المائية.

يؤكد الباحثان في دراستهما أن المعادن الثقيلة الموجودة في البيئة المائية بمنطقة القابوطي سامة وغير قابلة للتحلل في البيئة وسهلة التراكم والتضخم في الكائنات الحية وزادت بشكل كبير بسبب مدخلات النفايات الصناعية. حيث تؤثر المعادن الثقيلة السامة، على النظام الإيكولوجي وتحديداً التراكم الأحيائي.

البرلمان يسأل

في يوليو 2019، تقدم النائب البرلماني خالد أبو طالب بطلب إحاطة ضد مصنع تي سي سيمنار، الموجود بالمنطقة الصناعية ببورسعيد بسبب صرفه الصناعي غير المعالج في منطقة القابوطي. أشار النائب حينها إلى أن مصنع الكيماويات هذا إضافة إلى 5 مصانع أخرى يلقون بكمية صرف صناعي تبلغ مليون ونصف المليون متر مكعب يوميًا، دون معالجة في بحيرة المنزلة، مما يضر بالثروة السمكية.

في الرابع من أغسطس 2021، تكرر نفس طلب الاحاطة حيث قدّم النائب البرلماني حسن عمار، طلب احاطة إلى كل من رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة البيئة، بشأن التلوث الناتج عن مصنع الكيماويات تي سي سيمنار. عمّار أشار بدوره إلى أن المصنع يُعرّض أهالي منطقة القابوطي إلى كافة أنواع التلوث البيئي ممّا يضرّ بالصحة العامّة للمواطنين، فضلا عن تكرّر حوادث اختناق العمال بالمصنع ذاته وعدم استيفائه شروط الأمن والسلامة المهنية.

يقول النائب حسن عمار لمعدة التحقيق، إن مصنع الكيماويات يؤثر على قاطني منطقة القابوطي البالغ عددهم 40 ألف أسرة يعمل معظمها في مهنة الصيد. فالغازات المنبعثة من المصنع تؤدّي إلى إصابة الأهالي بأمراض صدرية وتنفسية، والصرف الصناعي للمصنع في منطقة قناة الاتصال الرابطة بين بحيرة منزلة وقناة السويس تقتل الأسماك فتفقد الصيادين قوت يومهم.
صورة طلبات الإحاطة

وفقا للصياد الخمسيني، عباس زكريا، فإن أعداد الأسماك في منطقة القابوطي تراجعت بشكل كبير، بل أحيانا لا يكون هناك أسماك من الأساس. ويضيف أنّ أنواع أسماك كثيرة اختفت من المنطقة مثل الحشمان والبوري والقاروص وسمك موسى والكابوريا.

تؤكد النشرة السنوية لإحصاءات الإنتاج السمكي الصادرة عن جهاز التعبئة والإحصاء المصري ، حديث عباس، حيث أن حجم الأسماك التي تم اصطيادها من منطقة القابوطي تراجعت بشكل ملحوظ.

مصنع الموت

يعد مصنع تي سي سيمنار، أحد أكبر مصانع الكيماويات والكلور في مصر، والتي تستخدم في تنقية مياه الشرب. تتجاوز استثمارات المصنع 1.2 مليار دولار، ما جعله يوصف بأكبر إستثمار هندي في مجال الصناعات الكيميائية في مصر. تأسس تي سي سينمار في عام 2002 بواسطة شركة "تراست" الهندية، وتم بيعه لمستثمر هندي في عام 2007. تم في وقت لاحق تحويل النشاط الأساسي إلى مصنع للكيماويات والبتروكيماويات، تحت إدارة هندية. لكن سرعان ما بدأت تظهر إخلالات في أعمال الصيانة ومعدّل الأمان منذ عام 2011، وفقا لملفّ قضية ضدّ المصنع حصلت معدة التحقيق على نسخة منها.

قدّم أحمد يوسف، أحد سكان منطقة الحي الإماراتي ببورسعيد المجاور لمصنع تي سي سيمنار، الكثير من الشكاوي ضد المصنع منذ 2017، وذلك بسبب الانبعاثات السامة التي تصدر عنه وكذلك صرفه في بحيرة المنزلة. قام يوسف أيضا بتدشين حملة الكترونية ضد المصنع لتوثيق المشاكل البيئية التي يُسببها.

يقول يوسف إنّ أهالي منطقة القابوطي والحي الإماراتي على وجه الخصوص يعانون أشد المعاناة بسبب التلوث. "نستيقظ يومياً على رائحة شديدة للكلور الخام، حتى أنه عام 2017 حصلت حالات اختناق كثيرة للأطفال في المنطقة."
ولكن الثمن الأكبر للتلوث يدفعه الصيادون في منطقة القابوطي، فيضاف على الأثر السابق تدمير الثروة السمكية، إذ وثّق كثير من الصيادين بكاميرات هواتفهم صرف المصنع لمواده الملوثة في منطقة القابوطي.

ينتج مصنع سيمنار عددا من المواد على غرار الصودا الكاوية والكلور ومياه الأكسجين والايثلين المشتق من الايثانول والايثانول داي كلوريد وغيرهم. جميعها يتمّ صرفها في البحيرة الواقعة في نطاق بورسعيد.

رفع المحامي أحمد محمد عامر بدوره قضية أخرى ضدّ المصنع حملت رقم 333 لسنة 6 ق، وتعلّقت بخطورة المصنع على الصحة العامة للمواطنين، جاء حكم المحكمة في جلسة بتاريخ 21 نوفمبر 2018 بضرورة انتداب خبير بيئي للمعاينة ولمعرفة مدى مطابقة الصرف الصناعي من المصنع للحدود المسموح بها في قانون البيئة المصري.
حكم القضية

حكم القضية PDF

يقول المحامي أحمد عامر - الذي رفع قضية ضد مصنع تي سي سيمنار- إن التلوث الذي يخرج من المصنع لا يؤثر فقط على منطقة القابوطي أو الحي الإمارتي، بل يطول محافظة بورسعيد بأكملها، إذ أن تلوث الهواء الناجم عنه من الممكن أن يؤذي أحياء أخرى، وكذلك الصرف الصناعي له في قناة القابوطي يؤثر على كل متناولي السمك من المنطقة.

تُعتبر القضية التي رفعها المحامي أحمد عامر ضد المصنع، هي الأولى، يقول عامر إن القضية كادت بالفعل أن تنجح ويؤخذ قرار وفقاً للأوراق التي جمعها وتدين المصنع، ولكن تأخر الخبير البيئي المنتدب من قبل المحكمة في الرد، هو السبب في تأخير إصدار الحكم حتى الآن.

عباس زكريا وزملاؤه القلائل المتبقين الذين مازالوا يعملون في مهنة الصيد في قرية القابوطي، اتجهوا للعمل في منطقة أشتوم الجميل (جزء من بحيرة المنزلة) لعلهم يجدون أسماك يستطيعون بيعها بعدما قضى الصرف الصناعي على أسماك القابوطي، لكن الصرف يسبقهم إلى هناك، فالأمواج العاتية تحمل الصرف إلى من القابوطي إلى الجميل.

التلوث يحاصرنا

في منطقة أشتوم الجميل ببورسعيد، يعيش التميمي أبو المجد منذ ما يقارب ستين عاماً. يعمل التميمي في صيد السمك مع أولاده الثلاثة، قضى في بحيرة المنزلة أكثر من ثلاث أرباع عمره. شهد على أيام مجدها و تدهورها ومحاولات إصلاحها.

رغم أن التميمي لا ينتمي إلى محافظة بورسعيد، إلا أنه لا يعترف بمدينة غيرها. ولد التميمي في مدينة المنزلة التابعة لمحافظة الدقهلية، عمل صياداً منذ صباه. جاب بقاربه الصغير كلّ أرجاء مصر يُلقي شباكه في مياهها العذبة والمالحة. لكنه وجد ما يبحث عنه في منطقة أشتوم الجميل في عرض البحر. فوضع فيها رحاله.

يبدأ يوم التميمي في الثانية بعد منتصف الليل يخرج لاصطياد السمك، ثمّ يعود ليبيعه إلى التجّار. وعند الساعة الثامنة صباحا، يجلس ليرقّع الشباك ويصلح ما تلف منها.

دمّرت مخلّفات المصانع المكان الذي يعتبره التميمي محور حياته. "البحيرة ماتت من التلوث. الدولة نفسها تعاني من أصحاب المصانع. تدفع مليارات سنوياً لاصلاح المخلفات ولكن تعود المصانع من جديد وترمي مخلفاتها".

تخرج شباك الصيّاد السبعيني محمّلة بنحو 10 كيلوغرام من السّمك. يضطرّ إلى التخلّص ممّا يقارب الـ8 كيلوغرام من بينها لأنّها أسماك ميّتة بالفعل. "السمك بيطفش، لأن المياه شبه مياه المجاري". ما استطاع من الأسماك الهرب إلى مكان أرحم فيهرب. وأمّا من عجز عن ذلك، فمصيره الموت. " .
يبيع التميمي الكيلوغرام الواحد بثلاثة جنيهات. فيصل دخله اليومي بذلك إلى 6 جنيهات.يتساءل: "كيف لست جنيهات أن تعيل أسرة من ست أبناء؟"

سحبت معدة التحقيق عينات من المياه والتربة والأسماك في منطقتي الجميل والقابوطي، لتجد أن نسب التلوث في كل العينات تتخطى الحدود الدولية المسموح بها وكذلك الحدود التي أقرّها قانون البيئة المصري.
ولكن منطقة القابوطي كانت أكثر تلوثاً من الجميل. يُفسر الدكتور خالد المصلحي، أستاذ البيئة البحرية والمسؤول عن تحليل العينات في المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، ذلك بقرب منطقة الجميل من البحر المتوسط المفتوح، ممّا يسمح بتجديد مياه المنطقة من خلال بوغاز الجميل، أما منطقة القابوطي فهي شبه مغلقة.

تقول مها غانم رئيس مركز السموم السابق بكلية طب الإسكندرية، إن المعادن الثقيلة هي عناصر تحدث بشكل طبيعي ولها وزن ذري مرتفع وكثافة أكبر بخمس مرات على الأقل من كثافة الماء. لها تأثيرات على صحة الإنسان والبيئة. تعتمد سميتها على عدة عوامل بما في ذلك الجرعة وطريقة التعرض والأنواع الكيميائية، بالإضافة إلى العمر والجنس والوراثة والحالة الغذائية للأفراد المعرضين. بسبب درجة سميتها العالية، يحتل الزرنيخ، والكادميوم، والكروم، والرصاص، والزئبق مرتبة بين المعادن ذات الأولوية ذات الأهمية الصحية العامة.

وتضيف، تعتبر هذه العناصر المعدنية من المواد السامة الجهازية المعروف أنها تسبب تلفًا لأعضاء متعددة، حتى عند مستويات التعرض المنخفضة. تم تصنيفها أيضًا على أنها مواد مسرطنة للبشر (معروفة أو محتملة) وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، والوكالة الدولية لأبحاث السرطان.

لا يزال التميمي الذي فقد معظم أصدقائه بسبب المرض والتلوث متشبثاً بالبحيرة، فليس لديه مصدر دخل بديل عنها.

لا يزال التميمي الذي فقد معظم أصدقائه بسبب المرض والتلوث متشبثاً بالبحيرة، فليس لديه مصدر دخل بديل عنها.

ينتهي أسبوع العمل عند الصياد السبعيني يوم الخميس صباحاً، ليسافر إلى عائلته في احدى القرى التابعة لمدينة المنزلة في الدقهلية. يحمل التميمي في يده حفنة من الجنيهات، يعطيها لزوجته. بالكاد تكفيها مصروف يوم أو اثنين. يذهب الرّجل بعد ذلك لملاقاة أصدقائه الصيادين الذين تقاعدوا قسراً من العمل في البحيرة بسبب التلوّث والمرض..

الهجرة والمرض

عمل مالك خضر في بحيرة المنزلة لأكثر من 20 عاما. ومع إنه لم يتجاوز سنّ الـ45 عاما، فقد اضطرّ بالفعل إلى التقاعد بسبب إصابته بالفشل الكلوي.
يخضع مالك لجلستي غسيل كلى كلّ أسبوع. يتكبّد خلالها تكاليف ضخمة لإصلاح ما أفسده تلوّث البحيرة في جسده. يخشى مالك أن يلقى مصير عمه الصيّاد في بحيرة المنزلة والذي أصيب هو الآخر بفشل كلوي قبل أن يلقى حتفه في 2018.
محمد أبو السادات، جار مالك في نفس القرية كان يعمل صياداً بمنطقة الجميل ببورسعيد قبل أن يُجبر عن التوقف عام 2020 بسبب إصابته بالفشل الكلوي. يملك السادات ثلاث أبناء ولدان (12 و15 عام) والإبنة الكبرى مخطوبة، لا يعرف كيف يستطيع تجهيزها لعرسها بعدما فقد عمله بسبب خضوعه لغسيل كلى ثلاث مرات أسبوعياً.

يؤكد الصيادان التميمي وعباس أنهما يعرفان عشر صيادين على الاقلّ أصيبوا بفشل كلوي وأمراض أخرى بسبب تعرضهم لمياه الصرف الملوثة. وقد أكّدت دراسة أجراها فريق بحثي أن الصرف الصناعي والصحي في البحيرة هو سبب مباشر في ارتفاع مستويات المواد السامة مثل الرصاص والكادميوم والزئبق والتي قد تكون بدورها مسبّبا رئيسيا لأمراض الكبد والقلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والبولي والجهاز العضلي الهيكلي وحساسية الجلد للصيادين.

أخضع مائة صيّاد يعملون في بحيرة المنزلة ومائة آخرون لا يعملون بها إلى الفحص السريري في إطار الدراسة المذكورة. أظهرت نتائج الفحص أن الصيادين الذين يعملون ببحيرة المنزلة يعانون العديد من المشاكل المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والجهاز البولي، كما أن السمية الكبدية كانت واضحة لديهم مقارنة بالصيادين الآخرين الأصحّاء.

تقول د. إيمان عبد المنعم، مدير مركز السموم بكلية طب جامعة القاهرة، التعرض المستمر لمياه الصرف الصناعي أو الصحي أو الزراعي من شأنه إصابة الكثير من الصيادين بالأمراض التي تنتشر عن طريق المياه غير المأمونة مثل الكوليرا والجيارديا والتيفوئيد. وفي حال تبخر مياه الصرف من الممكن أن يصابوا بالالتهاب الرئوي.

ينتهي الآن التميمي أبو المجد من عمله في منطقة الجميل، يتجه إلى قريته التابعة لمدينة المنزلة، يطمئن على مالك وأصدقائه الذين أقعدهم المرض على سرير وأجبرهم التلوث على عدّ أيامهم المتبقيّة.

أما عباس زكريا فيستمرّ في رحلة البحث عن عمل جديد بعدما أعدمت مخلّفات المصانع مصدر رزقه. صار كلّ همّه الآن أن يجد عملا بعيدا عن القابوطي حتى لا يلاقي مصير مالك وغيره من الصيّادين المنكوبين.