تغير المناخ في طريقه لزيادة التكلفة السنوية لأضرار الفيضانات في الولايات المتحدة بأكثر من 25٪ بحلول عام 2050، وفقًا لدراسة جديدة نشرت نتائجها يوم الاثنين، وتحذر من أن المجتمعات الفقيرة ستتحمل على الأرجح وطأة العبء المالي لهذه الأضرار.
الدراسة المنشورة في مجلة “Nature Climate Change” استخدمت نماذج جديدة للفيضانات لرسم خريطة للتأثير الحالي والمستقبلي لارتفاع مستوى سطح البحر والأعاصير المدارية وأنماط الطقس المتغيرة. وتشمل الخسائر الدمار المتوقع أن يصيب المنازل والشركات.
وحذر الباحثون من أنه من المتوقع أن ينتقل المزيد من الأشخاص إلى المناطق المعرضة لخطر متزايد من الغمر.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة أوليفر وينج من معهد كابوت للبيئة التابع لجامعة باث إن النتائج يجب أن تكون “دعوة للعمل” من أجل الحد من الانبعاثات وجهود التكيف مع تسريع مخاطر المناخ “لتقليل الأثر المالي المدمر الذي يسببه الفيضانات على حياة الناس”.
المجتمعات الأفقر تواجه أشد الخسائر
واستخدم الباحثون بيانات أصول الممتلكات على الصعيد الوطني، ومعلومات عن المجتمعات وتوقعات الفيضانات لتقدير مخاطر الفيضانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وأظهرت الدراسة أن المجتمعات الأفقر ذات الكثافة السكانية البيضاء الأكبر نسبيًا تواجه حاليًا أشد الخسائر.
لكن من المتوقع أن يكون للنمو المستقبلي في مخاطر الفيضانات تأثير أكبر على مجتمعات الأمريكيين من أصل أفريقي على سواحل المحيط الأطلسي والخليج.
وقال وينغ: “يشير رسم الخرائط بوضوح إلى أن المجتمعات السوداء ستتأثر بشكل غير متناسب في عالم يزداد احترارًا، بالإضافة إلى مجتمعات البيض الأكثر فقرًا والتي تتحمل في الغالب المخاطر التاريخية”، مضيفا أن “كل من هذه النتائج هي مصدر قلق كبير”.
مخاطر “غير مقبولة”
وبحسب ما نقل موقع “فرانس 24″، من المتوقع أن يرتفع متوسط خسائر الفيضانات السنوية بنسبة 26.4%، من 32 مليار دولار حاليًا إلى 40.6 مليار دولار في عام 2050 ، بناءً على قيم 2021 بالدولار.
وقال الباحثون إن هذه الأرقام “محصورة بشكل أساسي من الناحية المناخية”، ما يعني أنه حتى لو انخفضت الانبعاثات بشكل كبير، فإنها ستظل كما هي.
كما حذروا من أن زيادة عدد السكان في الولايات المتحدة من شأنه أن يزيد بشكل كبير من مخاطر الفيضانات، ويتجاوز حتى تأثير تغير المناخ.
ومع توقع كثرة الفيضانات في المناطق التي يتزايد فيها عدد السكان أيضًا، قال الباحثون إن متوسط التعرض السنوي لسكان الولايات المتحدة للفيضانات من المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من سبعة ملايين بحلول عام 2050، بزيادة 97 في المائة عن المستويات الحالية.