تشكل الجزيئات الدقيقة من البلاستيك خطرًا داهماً على البيئة، إذ تم العثور عليها في كل مكان حول العالم تقريباً، من قمة جبل إيفرست إلى القطب الجنوبي، حتى أنه عُثر عليها في دم الإنسان.
بيد أن المكان الذي يكون لهذه الجزيئات التأثير الأسوأ على الأرجح هو المحيطات، إذ إن البلاستيك هو الحطام الوحيد الأكثر شيوعًا في البحر والذي غالبًا ما يتحلل بمرور الوقت إلى أجزاء صغيرة للغاية تلتهمها الأسماك وبإمكانه إحداث فوضى في النظم البيئية البحرية.
لهذا السبب عمل العلماء على طريقة جديدة للتخلص منها نهائيًا وهي إنتاج روبوتات على شكل سمكة يمكنها بالفعل تنظيف المحيطات أثناء السباحة.
وفي دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة “نانو ليترز Nano Letters”، ابتكر باحثون في جامعة سيتشوان في الصين روبوتًا سمكيًا مصنوعًا من مادة تنشط بالضوء، ويمكن للمواد البلاستيكية الدقيقة أن تلتصق بجسمها أثناء السباحة، بحسب ما نشر موقع دايلي بيست.
البلاستيك في المحيطات
ويعتقد الفريق أنه يمكن استخدام الروبوت الجديد لنقل الملوثات إلى مكان آخر حيث يمكن جمعها والتخلص منها بشكل صحيح، كما يمكن يمكن استخدام هذه الروبوتات أيضًا لاكتشاف ومراقبة المواد البلاستيكية الدقيقة في البيئات الأكثر قسوة والتي لا يستطيع البشر استكشافها بسهولة مثل المياه المتجمدة في القطب الشمالي.
ويقول مؤلفو الدراسة: “تم التأكد من أن السمكة الروبوت يمكن أن تسمح بسرعة مناسبة للغاية بما يمكنها من التقاط العوالق خلال السباحة، كما أن هذه السرعة تتفوق على مثيلاتها من الروبوتات اللينة”، وفق ما نشر موقع ساينس فوكاس.
وتتكون السمكة الروبوت من مادة آمنة للبيئات البحرية، ويتم تنشيط جسدها عندما يتم توجيه شعاع من الأشعة تحت الحمراء إليها. ويتسبب وميض وإيقاف شعاع هذا النوع من الأشعة في تحريك “ذيل” السمكة الروبوت يمنة ويسرة، مما يسمح لهذا الروبوت بتقليد حركة السمكة الحقيقية والسباحة.
وفي الفيديو الذي نشر على الانترنت، تظهر السمكة الروبوت الصغيرة وهي تتحرك كلما تعرضت لشعاع من الأشعة تحت الحمراء فيما تلتصق بها جزيئات البلاستيك الدقيقة
السمكة الروبوت
وأثناء تحرك السمكة الروبوت في الماء، تلتصق المادة البلاستيكية الدقيقة بجسمها، تمامًا كما تفعل الأسماك “المصاصة” مع الحيتان وأسماك القرش. علاوة على ذلك، يمكن للمادة التي استخدمها باحثو جامعة سيتشوان إصلاح نفسها عند القطع، مما يعني أنها فعالة في عملية الشفاء الذاتي.
وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلاً لإنتاج مجموعات من الأسماك الروبوتية التي تجوب البحار لتنظيفها، إلا أن هذه التقنية لا تزال تعتبر حلاً مبتكرًا لمشكلة الجسيمات البلاستيكية المستمرة في محيطاتنا الملوثة. ويمكن أن يوفر هذا الحل يومًا ما طريقة جديدة وفعالة للتخلص من الملوثات في بعض المناطق.