دراسة: تأثير تغير المناخ على العاملين في الهواء الطلق “خطير”

أظهرت دراسة حديثة أن مزيجًا قاسيًا من الحرارة والرطوبة يجعل العمل في الهواء الطلق صعبًا وخطيرًا، لافتة إلى أنه “يتسبب في خسارة حوالي 677 مليار ساعة عمل سنويًا حول العالم”.

قال باحثون في الولايات المتحدة، والذين قدروا التكلفة الحالية بنحو 2.1 تريليون دولار سنويًا، إن الآثار السلبية لدرجات الحرارة الخانقة على الأشخاص الذين يقومون بأعمال شاقة في الزراعة والبناء قد تم التقليل من شأنها.

تأتي الأرقام الجديدة وسط تركيز متزايد على الآثار الصحية الشديدة لتغير المناخ، ليس فقط كتوقعات للأضرار المستقبلية من موجات الحر وغيرها من الأحداث المتطرفة، ولكن أيضًا كعواقب تظهر بالفعل في عالم يزداد احترارًا.

نظرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة “Environmental Research Letters”، في بيانات عن الحرارة الرطبة – وهي خطيرة بشكل خاص لأن الجسم أقل قدرة على التهدئة عن طريق التعرق.

مليارات الساعات الضائعة

وقدر الباحثون عدد العمال المعرضين لمستويات غير آمنة على مدى 20 عامًا منذ مطلع القرن الـ21 وحتى العام 2020 ، وكذلك التأثير على العمالة مقارنة بالفترة من 1981 إلى 2000. وقام الباحثون بدمج نتائج بحث معملي نُشر العام الماضي والتي تشير إلى انخفاض الإنتاجية عند مستويات درجات الحرارة والرطوبة المنخفضة أكثر مما كان يُعتقد سابقًا.

ووجد الباحثون أنه بين عامي 2001 و 2020، ارتبط التعرض للرطوبة العالية والحرارة بحوالي 677 مليار ساعة عمل ضائعة سنويًا في أعمال شاقة في الهواء الطلق.

وأشارت الدراسة إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان في سن العمل في العالم يعيشون بالفعل في مواقع ترتبط فيها الظروف المناخية الخلفية بحوالي مائة ساعة من العمل المفقود المرتبط بالحرارة لكل شخص سنويًا.

وقال كبير الباحثين المشاركين في الدراسة لوك بارسونز، من جامعة ديوك: “إذا كان العاملون في الهواء الطلق يفقدون الإنتاجية عند مستويات الحرارة والرطوبة المنخفضة هذه، فإن خسائر العمالة في المناطق الاستوائية يمكن أن تصل إلى 500 إلى 600 ساعة للفرد سنويًا، وهو ما يزيد عن ضعف التقديرات السابقة”.

ووجد البحث أن الهند تفقد حاليًا حوالي 259 مليار ساعة سنويًا بسبب تأثيرات الحرارة الرطبة على العمالة، بينما تخسر الصين 72 مليار ساعة وبنغلاديش تخسر 32 مليار ساعة.

خسائر العمالة المرتبطة بالحرارة

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وجدت الدراسة أن خسائر العمالة المرتبطة بالحرارة زادت بنسبة تسعة بالمائة على الأقل.

ويقدر الباحثون أن تغير المناخ هو المسؤول عن خسارة 25 مليار ساعة عمل إضافية سنويًا في الهند على مدار العشرين عامًا الماضية مقارنة بالسنوات العشرين السابقة، وأربعة مليارات ساعة إضافية سنويًا في الصين خلال نفس الفترة.

وقال بارسونز إن المناطق الحارة والرطبة الأخرى مثل جنوب شرق الولايات المتحدة يمكن أن تعاني أيضًا من خسائر عمالية “كبيرة”.

وقال: “تشير هذه النتائج إلى أنه لا يتعين علينا انتظار 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري لتجربة تأثيرات تغير المناخ على العمالة والاقتصاد”.

وأضاف: “قد يكون الاحترار الذي شهدناه بالفعل مرتبطًا بخسائر كبيرة في العمالة في الخلفية. يؤدي الاحترار المستقبلي الإضافي إلى تضخيم هذه التأثيرات”.

يذكر أن الأبحاث التي نُشرت العام الماضي في مجلة “Nature Climate Change” أشارت إلى أن 100,000 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة سنويًا كانت ناجمة عن تغير المناخ.

وفي العام الماضي، حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن الاحتباس الحراري العالمي من المؤكد تقريبًا أن يتجاوز عتبة اتفاقية باريس البالغة 1.5 درجة مئوية ، ربما في غضون عقد من الزمن. ,كانت السنوات السبع الأخيرة منذ توقيع اتفاق باريس في عام 2015 هي الأكثر حرارة على الإطلاق.