مؤتمر المناخ 2022: المرأة بين تحديات جائحة كورونا والتغيرات المناخية 

كتبت- سميرة حمزة

في إطار التأكيد على تضمين المرأة في ودمجها في خطط مواجهة آثار التغير المناخي شهد الإثنين انطلاق فعاليات يوم النوع الاجتماعي ضمن أجندة الأيام الموضوعية بالدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لإطارية لتغير المناخ “COP27” والذى تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 7 – 18 نوفمبر. 

مؤتمر المناخ

وفي جلسة بعنوان “جائحة كورونا وتغير المناخ: النساء في مركز التخطيط والاستجابة” أكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في افتتاحيتها للجلسة على أن آليات التصدي للآثار المدمرة للتغير المناخي يجب أن تشمل المرأة من اجل مستقبل أكثر صمودًا ومرونة.

 

لفتت السعيد إلى عدد من المبادرات المصرية التي تراعي النوع الاجتماعي.. (مؤتمر المناخ)

وأشارت السعيد إلى جهود الحكومة المصرية في هذا الصدد وتبينها لعدد من السياسات والتشريعات التي وضعت في الاعتبار تعزيز دور المرأة وتمكينها اقتصاديًا حتى صار لدينا 16 مليون امرأة ضمن برنامج الشمول المالي ، هذا بالإضافة إلى دليل التخطيط الذي أصدرته الوزارة لمساعدة الهيئات والوزرات المختلفة لمراعاة منظور النوع  الاجتماعي عند وضع خطط الاستدامة

ولفتت السعيد كذلك إلى عدد من المبادرات المصرية التي تراعي النوع الاجتماعي على رأسها  المبادرة الوطنية للمشروعات الذكية الخضراء التي انطلقت في أغسطس الماضي لتحفيز الأفكار الإبداعية والمشاريع الخضراء الذكية المبتكرة للتعامل مع تحديات تغير المناخ فى جميع المحافظات المصرية، والتي تقدم لها 1045 مشروعًا متعلقة بالنوع الاجتماعى من إجمالى 6،281 مشروعًا، وفاز فى التصفيات النهائية بها 5 مشروعات تقودها نساء من أصل 18 مشروعًا فائزًا تم اختيارها على مستوى الدولة.

التجربة الغينية

وفي سياق عرض تجارب البلدان الأخرى، قالت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في غينيا “لوبو لاما” خلال كلمتها  أنه بينما  كان العالم يواجه الأثر المدمر لتفشي جائحة كوفيد  19، استقبلت بلادها هذا الأمر وهي لاتزال تعاني من تفشي فيروس “إيبولا”، مما أدى إلى تفاقم الآثار الصحية على السكان بشكل عام، وعلى المرأة التي تمثل  نواة الأسرة بشكل خاص.

 وأوضحت “لاما”  أن 40 % من الناشطين في مجالات الصيد والزراعة في غينيا هم من النساء، الأمر الذي أدى لهدم وتخريب اقتصاد المرأة، وذلك قبل أن تتدخل الدولة بمشروعات تراعي فيها مبدأ النوع الاجتماعي لتطوير البنية التحتية وبناء قدرات العاملات بالرعاية الصحية وكذلك تطوير مجالات التجارة الافتراضية حتى لا تهلك المرأة المنتجة، بحسب وصف “لاما”. 

أوضحت “لاما”  أن 40 % من الناشطين في مجالات الصيد والزراعة في غينيا هم من النساء

وأكدت الوزيرة الغينية على ضرورة الاستفادة من هذه التجربة التي دفعت الحكومات لاتخاذ استجابات وضعت المرأة في قلب التدابير والمشروعات وتطبيقها على الخطط والاستجابات الخاصة بأزمة التغير المناخي

روشتة علاجية من وحي الجائحة

من جانبها، فضّلت ماريا نييرا، رئيسة وفد منظمة الصحة العالمية بالمؤتمر التحدث بلغة التخصص الذي تعمل به وقدمت ما اعتبرته “وصفات علاجية ” من وحي الجائحة، وضعت على رأسها ضرورة إدماج المرأة في أجندة التدابير المختلفة لاحترام الطبيعة والتوقف عن تدميرها. كما دعت إلى الاستثمار في الموارد الأساسية، لافتة إلى أن أحد أهم التوصيات التي خرجنا بها من الجائحة كانت غسل الأيدي باستمرار، وهو ما يتقاطع مع أزمة المناخ كأمر عسير على الكثيرات من النساء اللائي لا يستطعن الحصول على المياه بسهولة ويحتجن إلى قطع مسافات طويلة لجلبها.

وأشارت نييرا كذلك إلى ضرورة تسريع التحول إلى الطاقة المتجددة لإنقاذ البشر من التلوث الذي يقتل حوالي 7 مليون شخص كل عام، من بينهن النساء اللائي يضطررن للاعتماد على مصادر غير نظيفة في الطهي والإنارة، إذ يقمن بجمع الأحطاب وحرقها لاستخدامها في الطهي.

هذه الأدوار الاجتماعية التي تجعل مهام  مثل جلب الماء وجمع أحطاب الطهي تعيق الفتيات – بحسب تصريحات “نييرا”-  عن مواصلة دراستهن. وهنا يجتمع الفقر مع الجهل لينتهي بهن المطاف إلى الرق والعبودية بدلًا من الأدوار القيادية.

وختمت نييرا كلمتها بالتشديد على ضرورة التحول للزراعة الذكية والمدن الخضراء لتخفيف كفاح المرأة في الحقول والمواصلات خلال رحلاتهن لتوفير طعام أفضل وأرخص ثمنًا لأسرهن، داعية رجال الأعمال إلى الاستثمار في المتشفيات والرعاية الصحية بدلًا من الاستثمار في الوقود الأحفوري.