لا يتطلب الأمر خبيراً ليدرك أن قطع الغابات من أجل المنتجات الورقية ذات الاستخدام الواحد هو ممارسة بيئية سيئة – ليس أقلها عندما يتم التخلص من حفنة من المنتجات المذكورة في المرحاض فعليًا آلاف المرات في الثانية.
في السطور التالية سنشرح سبب أهمية استخدام ورق تواليت صديق للبيئة بدلا من ورق التواليت العادي المصنوع من ألياف الخشب الذي يأتي عن طريق قطع الأشجار.
كل عام تُفقد آلاف الأشجار دون داعٍ لصنع منتجات مثل ورق التواليت – ما يقدر بنحو 22 مليار لفة في أوروبا وحدها- لذا إذا كنت تستخدم ورق التواليت العادي، فأنت تقوم حرفياً بصرف/ قتل الأشجار في المرحاض.
وفقًا لتقرير صادر عن مجلس حماية الموارد الوطني الأمريكي (NRDC) فإن الولايات المتحدة تتصدر العالم في استهلاك ورق التواليت، حيث ينفق المواطن الأمريكي العادي نحو 12 كيلوجراما منه سنويًا. وهذا يترجم إلى 141 لفة للفرد، تقريبًا إجمالي 50 مليار لفة، ينحدر معظمها (تُصنع) من أشجار الغابات الشمالية في كندا.
تلعب هذه الأشجار دورًا أساسيًا في امتصاص وتخزين الكربون الذي يتسبب في تسخين الأرض، والذي يتم إطلاقه على الفور مرة أخرى في الغلاف الجوي عند قطع الغابة.
وتحث كثير من المنظمات المستهلكين على التحول إلى بدائل صديقة للبيئة – أي ورق التواليت المعاد تدويره أو الخيزران. ولأننا يجب أن نفكر في الحد من بصمتنا البيئية ننصحك باستخدام ورق التواليت المصنع من الخيزران أو المعاد تدويره.
ورق التواليت المعاد تدويره
ورق التواليت المعاد تدويره مصنوع من نفايات ما بعد الاستهلاك بنسبة 100٪ ، مثل الكتب المدرسية وورق المكتب.
يتم تصنيع ورق التواليت المعاد تدويره عن طريق نقع قصاصات الورق في ماء دافئ ، وتهوية الخليط لإزالة الحبر، وتبييضه وتعقيمه ، ثم ضغطه وتجفيفه ، كما هو الحال مع ورق التواليت التقليدي.
وفقًا لـNRDC، فإن إعادة تدوير الورق في مناديل الحمام يتطلب كميات أقل من المياه والطاقة ويؤدي إلى تقليل تلوث الهواء والماء مقارنة بصنعها أنسجة أخشاب الأشجار؛ ومع ذلك ، يجب على المستهلكين الحذر من ادعاءات التسويق المضللة والمواد الكيميائية الكامنة.
استخدام الورق المعاد تدويره يعني قطع عدد أقل من الأشجار، وتركها في الأرض للحفاظ على نظافة الهواء، وتوفير منازل للحيوانات، وحماية التربة من التآكل.
يوفر اختيار ورق التواليت المعاد تدويره أيضًا الطاقة، نظرًا لأن إنتاج الورق والكرتون المصنوع من الورق المعاد تدويره يستخدم طاقة أقل بنسبة 50٪ وماء بنسبة 90٪ أقل من صنعها من المواد الخام.
يوجد الآن العديد من منتجات ورق التواليت المعاد تدويرها المحسنة في مركز التسوق ببلادنا العربية. إذا لم تكن قد جربت ورق التواليت المعاد تدويره أو لم تجربه مؤخرًا، فقد تفاجأ بمدى تشابهه مع ورق التواليت العادي.
ورق التواليت المصنوع من الخيزران
يكتسب الخيزران خلال الآونة الأخيرة زخمًا سريعًا كخيار ورق تواليت خالٍ من الأشجار.
يتم تصنيع منتجات ورق الخيزران بالطريقة نفسها التي يتم بها تصنيع الورق العادي – يتم تقسيم النبات إلى ألياف وتحويله إلى لب ثم يتم ضغطه وتجفيفه – ولكن في حين أن متوسط عمر الصنوبر يستغرق عامًا واحدًا لينمو قدمًا واحدة، فإن الخيزران يمكنه إدارة ذلك النمو في ساعة واحدة؛ فهو في الواقع النبات الأسرع نموًا في العالم.
ويمكن أن تزدهر محاصيل الخيزران في مجموعة متنوعة من المناخات. وهي لا تحتاج إلى إعادة زراعتها بمجرد حصادها، ولا تتطلب استخدام الأسمدة أو المبيدات الحشرية.
وتنتج منتجات الخيزران انبعاثات أقل بنسبة 30٪ من تلك المصنوعة من الألياف البكر ، وفقًا لـ NRDC.
لكن هذا لا يعني أن الخيزران هو الحل الأمثل، حيث أشار مجلس حماية الموارد الوطني الأمريكي في تقريره لعام 2019 إلى أن غابات الأخشاب الصلبة يتم تدميرها الآن فقط لإفساح المجال لمزارع الخيزران، لذلك من المهم شراء منتجات الخيزران المعتمدة فقط من قبل مجلس إدارة الغابات (FSC). التأثير البيئي أيضًا.
بعد الاستخدام
ورق تواليت الخيزران قابل للتحلل البيولوجي بنسبة 100٪ ؛ سوف يتحلل بشكل طبيعي ويتحلل بشكل أسرع بكثير من الأصناف العادية أو المعاد تدويرها، والتي قد يستغرق بعضها عدة سنوات حتى يتحلل بالكامل.
ويشار إلى طبيعتها سريعة الذوبان تجعل ورق التواليت من الخيزران آمنًا للصرف الصحي وأقل عرضة للتسبب في انسداد الأنظمة من ورق التواليت التقليدي.
أيهما أفضل؟
على الرغم من أن الخيزران يُقال أنه أكثر نعومة وصحة للبشرة، إلا أن NRDC تقول إن ورق التواليت المعاد تدويره له تأثير بيئي أقل حاليًا. هذا لأن الخيزران غالبًا ما يُزرع على أرض أزيلت منها الغابات، وهو لا يعزز التنوع البيولوجي بالطريقة التي يعمل بها الخشب الصلب.
